
تغير المناخ، تهديد عالمي للإنتاجية الزراعية
يمكن القول إن الزراعة والمناخ مرتبطان ارتباطًا وثيقًا حيثالمناخيميل إلى لعب دور حيوي في الإنتاج الزراعي. العامل الرئيسي وراء التغير المناخي هو انبعاثات غازات "الاحتباس الحراري" في الغلاف الجوي، بشكل أساسي من حرق الوقود الأحفوري. ويمكن ملاحظة هذا التأثير للتغير المناخي بسهولة فيقطاع الزراعةعن طريق زيادة درجة الحرارة. من المرجح أن تؤثر التقلبات المتكررة في موجات الحرارة والأمطار والجفاف والفيضانات والعواصف والأعاصير على الإنتاج الزراعي.
من المتوقع أن يكون للتغير المناخي تأثير سلبي في جميع أنحاء العالم وعلى أنواع المحاصيل. ستكون لهذه التغييرات تداعيات على الإنتاج الزراعي أيضًا. من المتوقع أن يؤثر تغير المناخ على الإنتاج الإجمالي للقمح بينما يمكن إعاقة إنتاج الذرة بشكل كبير. على العكس من ذلك، سيعطينا التغير المناخي أيضًا فرصًا جديدة لإنتاج محاصيل جديدة مثل الذرة الحلوة. من المتوقع أن يكون للمزارعين في الدنمارك وكندا تأثير إيجابي على إنتاج الذرة الحلوة والحبوب.
الآثار السلبية المحتملة لتغير المناخ على الزراعة:
- تغير في إنتاجية الزراعة
- انخفاض محتمل في جودة المياه للري
- قد يتسبب ارتفاع مستوى سطح البحر في فقدان الأراضي
هناك بعض الإيجابيات المرفقة أيضًا بهذه المصادفة. بالحديث عن الآثار الإيجابية للمستويات المرتفعة لثاني أكسيد الكربون (غاز الاحتباس الحراري الرئيسي)، يمكن لبعض المحاصيل مثل البطاطس وفول الصويا والقمح والأرز أن تشهد ارتفاعًا في حصادها. من ناحية أخرى، قد نشهد بعض التأثير السلبي لارتفاع درجة الحرارة على الثروة الحيوانية وإنتاج الألبان. من المرجح أن تتسبب درجة الحرارة المتزايدة في انخفاض في زيادة وزن الحيوانات، وانخفاض في إنتاج الألبان والتكاثر في المناطق الدافئة.
وفقًا لإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية (UN/DESA)، يمكن أن يرتفع إجمالي عدد سكان العالم إلى 9.7 مليار نسمة بحلول عام 2050، مقارنة بـ 7.5 مليار اليوم. في الوقت نفسه، من المتوقع أن تنخفض غلات المحاصيل، وخاصة الحبوب والذرة، بنسبة 50% على مدى السنوات الـ 35 المقبلة بسبب التغيرات المتكررة في الظروف المناخية.
بصرف النظر عن العوامل الأخرى، تعد الزراعة واحدة من المساهمين الرئيسيين في تغير المناخ عن طريق توليد أكبر قدر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. يقال إن الزراعة تساهم بنسبة كبيرة من غازات الاحتباس الحراري والتي تبلغ حوالي 17%، بينما ينتج أيضًا 7% إلى 14% إضافية من التغيرات في استخدام الأراضي.
التأثير على الزراعة الهندية
يؤثر الارتفاع المستمر في درجة الحرارة على الإزهار في النباتات ويؤدي إلى زيادة الآفات التي تزيد في النهاية من تراكم الأمراض. قد تتسبب الفيضانات والأمطار الغزيرة على مدى فترة زمنية قصيرة في أضرار جسيمة للمحاصيل. تساهم الزراعة بحوالي 15% من الناتج المحلي الإجمالي للهند ويمكن أن يكون لتغير المناخ تأثير أكبر على الناتج المحلي الإجمالي للهند. من المتوقع أنه بحلول عام 2030، يمكن لبعض المحاصيل مثل الأرز والقمح أن تشهد انخفاضًا بنسبة 6% إلى 10% في الإنتاجية الإجمالية.
الخاتمة
تعتبر الزراعة مصدرًا مهمًا لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتي تتأثر بشدة بتغير المناخ في السنوات القليلة الماضية. يجب إعطاء الأولوية للتعديل والمراجعة من جانب المزارعين وكذلك صانعي السياسات من أجل تنسيق الجهود للحد من الانبعاثات من القطاع الزراعي وتلبية الطلبات المتزايدة على المنتجات الغذائية. إنها تحتاج إلى تحول نموذجي لتحقيق التوازن في أنشطتنا بحيث يظل المناخ وديًا لنا.